السبت، 22 ديسمبر 2007

هَذِي بـِلادٌ لمْ تـَعُــدْ كـَبـِلادِي








«إلى شهداء مصر من الشباب الذين ابتلعتهم الأمواج على شواطئ إيطاليا وتركيا واليونان»...


كم عشتُ أسألُ: أين وجهُ بلادي
أين النخـيلُ وأين دفءُ الوادي
لا شيء يبدو في السَّماءِ أمامَنَا

غيرُ الظـلام ِوصـورةِ الجلاد
هو لا يغيبُ عن العيـون ِكأنه

قدرٌٌ.. كيـوم ِ البعثِ والميلادِ
قـَدْ عِشْتُ أصْرُخُ بَينَكُمْ وأنَادي

أبْنِي قـُصُورًا مِنْ تِلال ِ رَمَادِ
أهْفـُو لأرْض ٍلا تـُسَاومُ فَرْحَتِي

لا تـَسْتِبيحُ كَرَامَتِي.. وَعِنَـادِي
أشْتـَاقُ أطـْفـَالاًً كَحَبَّاتِ النـَّدَي

يتـَرَاقصُونَ مَـعَ الصَّبَاح ِالنـَّادِي
أهْفـُو لأيـَّام ٍتـَـوَارَى سِحْرُهَا

صَخَبِ الجـِيادِ.. وَفرْحَةِ الأعْيادِ
اشْتـَقـْتُ يوْمًا أنْ تـَعـُودَ بـِلادِي

غابَتْ وَغِبْنـَا.. وَانـْتهَتْ ببعَادِي
فِي كـُلِّ نَجْم ٍ ضَلَّ حُلْـمٌ ضَائـِع

ٌوَسَحَابَةٌٌ لـَبسـَتْ ثيـَابَ حِـدَادِ
وَعَلَى الـْمَدَى أسْـرَابُ طـَير ٍرَاحِل ٍ

نـَسِي الغِنَاءَ فصَارَ سِـْربَ جَـرَادِ
هَذِي بِلادٌ تـَاجَرَتْ فـِي عِرْضِهـَا

وَتـَفـَـرَّقـَتْ شِيعًا بـِكـُلِّ مَزَادِ
لَمْ يبْقَ مِنْ صَخَبِ الـِجيادِ سِوَى الأسَى

تـَاريخُ هَذِي الأرْضِ بَعْضُ جِيـادِ
فِي كـُلِّ رُكـْن ٍمِنْ رُبـُوع بـِلادِي

تـَبْدُو أمَامِي صـُورَة ُالجــَلادِ
لـَمَحُوهُ مِنْ زَمَن ٍ يضَاجـِعُ أرْضَهَا

حَمَلـَتْ سِفـَاحًا فـَاسْتبَاحَ الـوَادِي
لـَمْ يبْقَ غَيرُ صـُرَاخ ِ أمـْس ٍ رَاحِل

ٍوَمَقـَابـِر ٍ سَئِمَتْ مـِــنَ الأجْدَادِ
وَعِصَابَةٍ سَرَقـَتْ نـَزيفَ عُيـُونِنـَا

بـِالقـَهْر ِ والتـَّدْليـِس ِ.. والأحْقـَادِ
مَا عَادَ فِيهَا ضَوْءُ نـَجْم ٍ شـَـاردٍ

مَا عَادَ فِيها صَوْتُ طــَير ٍشـَادٍ
تـَمْضِي بِنَا الأحْزَانُ سَاخِـرَةً بـِنَا

وَتـَزُورُنـَا دَوْمًا بــِلا مِيعَـادِ
شَيءُ تَكـَسَّرَ فِي عُيونـِي بَعْدَمَـا

ضَاقَ الزَّمَانُ بـِثـَوْرَتِي وَعِنَادِي
أحْبَبْتـُهَا حَتـَّى الثـُّمَالـَة َ بَينـَمَا

بَاعَتْ صِبَاهَا الغـَضَّ للأوْغــَادِ
لـَمْ يبْقَ فِيها غَيـرُ صُبْـح ٍكـَاذِبٍ

وَصُرَاخ ِأرْض ٍفي لـَظى اسْتِعْبَادِ
لا تـَسْألوُنـِي عَنْ دُمُـوع بـِلادِي

عَنْ حُزْنِهَا فِي لحْظةِ اسْتِشْـهَادِي
فِي كـُلِّ شِبْر ٍ مِنْ ثـَرَاهـَا صَرْخَة ٌ

كـَانـَتْ تـُهَرْولُ خَلـْفـَنـَا وتـُنَادِي
الأفـْقُ يصْغُرُ.. والسَّمَـــاءُ كَئِيبَة ٌ

خـَلـْفَ الغُيوم ِأرَى جـِبَالَ سَـوَادِ
تـَتـَلاطـَمُ الأمْوَاجُ فـَوْقَ رُؤُوسِنـَا

والرَّيحُ تـُلـْقِي للصُّخُور ِعَتــَادِي
نَامَتْ عَلـَي الأفـُق البَعِيـدِ مَلامحٌ

وَتـَجَمَّدَتْ بَينَ الصَّقِيـِع أيـَــادِ
وَرَفـَعْتُ كـَفـِّي قـَدْ يرَانـِي عَاِبـرٌ

فرَأيتُ أمِّي فِي ثِيـَــابِ حـِـدَادِ
أجْسَادُنـَا كـَانـَتْ تـُعَانـِقُ بَعْضَهـَا

كـَوَدَاع ِ أحْبَـابٍ بــِلا مِيعــَادِ
البَحْرُ لـَمْ يرْحَمْ بَـرَاءَة َعُمْرنـَـا

تـَتـَزاحَمُ الأجْسَادُ.. فِي الأجْسَادِ
حَتـَّى الشَّهَادَة ُرَاوَغـَتـْنِي لـَحْظـَةً

وَاستيقـَظـَتْ فجْرًا أضَاءَ فـُؤَادي
هَذا قـَمِيصِي فِيهِ وَجْــهُ بُنـَيتِي

وَدُعَاءُ أمي .."كِيسُ" مِلــْح ٍزَادِي
رُدُّوا إلي أمِّي القـَمِيصَ فـَقـَدْ رَأتْ

مَا لا أرَى منْ غـُرْبَتِي وَمُــرَادِي
وَطـَنٌ بَخِيلٌ بَاعَنــي فـي غفلـةٍ

حِينَ اشْترتـْهُ عِصَابَة ُالإفــْسَادِ
شَاهَدْتُ مِنْ خَلـْفِ الحُدُودِ مَوَاكِبـًا

للجُوع ِتصْرُخُ فِي حِمَي الأسْيادِ
كـَانـَتْ حُشُودُ المَوْتِ تـَمْرَحُ حَوْلـَنَا

وَالـْعُمْرُ يبْكِي.. وَالـْحَنِينُ ينَادِي
مَا بَينَ عُمْـر ٍ فـَرَّ مِنـِّي هَاربـًا

وَحِكايةٍ يزْهـُــو بـِهـَا أوْلادِي
عَنْ عَاشِق ٍهَجَرَ البـِلادَ وأهْلـَهـَا

وَمَضى وَرَاءَ المَالِ والأمْجـَادِ
كـُلُّ الحِكـَايةِ أنَّهـَا ضَاقـَتْ بـِنـَا

وَاسْتـَسْلـَمَتَ لِلـِّصِّ والقـَـوَّادِ!
في لَحْظـَةٍ سَكـَنَ الوُجُودُ تـَناثـَرَتْ
حَوْلِي مَرَايا المَــوْتِ والمِيـَـلادِ
قـَدْ كـَانَ آخِرَ مَا لمَحْتُ علـَى الـْمَـدَى
وَالنبْضُ يخْبُو.. صُورَة ُالجـَــلادِ
قـَدْ كـَانَ يضْحَـكُ وَالعِصَابَةُ حَوْلـَـهُ
وَعَلى امْتِدَادِ النَّهْر يبْكِي الــوَادِي
وَصَرَخْتُ.. وَالـْكَلِمَاتُ تهْرَبُ مِنْ فمِي:
هَذِي بـِلادٌ.. لمْ تـَعُــدْ كـَبـِلادِي


فاروق جويدة

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2007

علو الهمة ..يرفع الأمة..إلى القمة


بسم الله الرحمن الرحيم

أنا إن عشت لست أعدم قوتا *** وإن مت لست أعـدم قـبرا
همتّـي همــة المــلوك ونفسي *** نفس حر ترى المذلة كفرا

السلام على أهل الهمة
فهم صفوة الأمم ... وأهل المجد والكرم
طالت بهم أرواحهم إلى مراقي الصعود ... مطالع السعود ... ومراتب الخلود
ومن أراد المعالي هان عليه كل هم .. لأنه لولا المشقة ساد الناس كلهم
ونصوص الوحي تناديك ... سارع ولا تلبث بناديك
وسابق ولا تمكث بواديك
أمية بن خلف لما جلس مع الخلف أدركه التلف
ولما سمع بلال بن رباح حي على الفلاح .. أصبح من أهل الصلاح
أطلب الأعلى دائما وما عليك
فإن موسى لما اختصه الله بالكلام قال : " رب أرني أنظر إليك"
المجد لايأتي هبة ... لكنه يحصل بالمناهبة
فلما حمل الهدهد الرسالة ، ذكر في سورة النمل بالبسالة
نجحت النملة بالمثابرة ، وطول المصابرة
تريد المجد ولا تجدّ ...؟؟؟؟ تخطب المعالي وتناوم الليالي ...؟؟؟
ترجوا الجنة وتفرط في السنة ...؟؟؟
قام رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه
وربط الحجر على بطنه من الجوع .. وهو العبد الأواه
وأدميت عقباه بالحجارة .. وخاض بنفسه كل غارة
يدعى أبو بكر من الأبواب الثمانية ، لأن قلبه معلق بربه كل ثانية
صرف للدين أقواله ،، وأصلح بالهدى أفعاله ،، وأقام بالحق أحواله ،، وأنفق في سبيل الله أمواله ... وهاجر وترك عياله
لبس عمر المرقع ،، وتأوّه من ذكر الموت وتوجع ،، وأخذ الحيطة لدينه وتوقع
عدل وصدق وتهجد ،، وسأل الله أن يستشهد ،، فرزقه الله الشهادة في المسجد عليك الجد إن الأمر جد
وليس كما ظننت ولا وهمتا
وبادر فالليالي مسرعات *** وأنت بمقلة الحدثان نمت
اخرج من سرداب الأماني،، يا أسير الأغاني
وانفض غبار الكسل واهجر من عذل
فكل من سار على الدرب وصل
نسيت الآيات وأخّرت الصلوات ،، وأذهبت عمرك السهرات ،، وتريد الجنات ؟؟؟
ويلك !! والله ما شبع النمل حتى جد في الطلب .. وما ساد الأسد حتى وثب
وما أصاب السهم حتى خرج من القوس.. وما قطع السيف حتى صار أحد من الموس
الحمامة تبني عشها .. والحمرة تنقل عشها .. والعنكبوت تهندس بيتها .. والضب يحفر مغارة... والجرادة تبني عمارة
وأنت لك مدة ... ورأسك على المخدة
في الحديث ***احرص على ما ينفعك *** لأن ما ينفعك يرفعك

المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"

بالقوة يبنى القصر المنيف، وينال المجد الشريف همة تنطح الثريا وعزم *** نبوي يزعزع الأجبال

صاحب الهمة ما يهمه الحرّ ... ولايخيفه القرّ ... ولا يزعجه الضرّ .. ولايقلقله المرّ لأنه تدرع بالصبر

صاحب الهمة يسبق الأمة .. إلى القمة

"والسابقون السابقون أولئك المقربون"

لأنهم على الصالحات مدربون وفي البر مجرّبون

عمي بعض المحدثين من كثرة الرواية، فما كلّ ولاملّ حتى بلغ النهاية

مشى أحمد بن حنبل من بغداد إلى صنعاء، وأنت تفتر في حفظ دعاء

سافر أحدهم إلى مصر وغدوه شهر ورواحه شهر، في طلب حديث واحد، ليدرك به المجد الخالد

ولولا المحنة، مادعي أحمد إمام السنة، ووصل بالجلد إلى المجد

ووضع ابن تيمية في الزنزانة، فبرز بالعلم زمانه

واعلم أن الماء الراكد فاسد، لأنه لم يسافر ولم يجاهد

ولما جرى الماء، صار مطلب الأحياء

بقيت على سطح البحر الجيفة، لأنها خفيفة

وسافر الدرّ إلى قاع البحر، فوضع من التكريم على النحر

فكن رجلا رجله في الثرى *** وهامة همته في الثريا

ياكثير الرقاد، أما لنومك نفاد

سوف تدفع الثمن يامن غلبه الوسن

تظن الحياة جلسة، وكبسة، ولبسة، وخلسة؟؟

بل الحياة شريعة ودمعة، وركعة، ومحاربة بدعة

الله أمرتا بالعمل ،،لينظر عملنا وقال: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"

فالحياة عقيدة، وجهاد، وصبر، وجلاد، ونضال، وكفاح، وبر، وفلاح

لا مكان في الحياة لأكول كسول..ولامقعد في حافلة الدنيا للمخذول


ابدأ في طلب الأجر من الفجر، بقراءة وذكر، ودعاء وشكر

لأنها انطلاق الطير من وكورها، ولا تنسى: "بارك الله لأمتي في بكورها"

العلم في حركة، كأنه شركة، وقلبك خربة كأنه خشبة

والطير يغرد، والقمري ينشد، والماء يتمتم، والهواء يهمهم، والأسود تصول، والبهائم تجول،

وأنت جثة على الفراش ، لا في أمر عبادة، ولا معاش؟

نائم هائم، طروب لعوب كسول أكول

ولاتقل الصبا فيه اتساع *** وفكر كم صبي قد دفنتا

تفرّ من الهجـير وتتـقيه *** فهلا من جهنم قد فررتا

أنت تفتر والملائكة لايفترون، وتسأم العمل والمقربون لايسأمون

بم تدخل الجنة؟

هل طعنت في ذات الله بالألسنة؟ هل أوذيت في نصر السنة؟

فانفض عنك غبار الخمول، ياكسول

فبلال العزيمة، أذن في أذنك فهل تسمع؟ وداع الخير دعاك فلماذا لا تسرع؟

"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم"

ولابد للهمم الملتهبة أن تنال مطلوبها، ولابد للعزائم المتوثبة أن تدرك مرغوبها

سنة لاتبدل، وقضية لاتحوّل

سوف تأتيك المعالي إن أتيت *** لاتقل سوف، عسى، أين، وليت

قل للمتخلفين اقعدوا مع الخالفين

لأن المنازل العالية والأماني الغالية، تحتاج إلى همم موارّة، وفتكات جبارة

لينال المجد بجدارة

وقل للكسول النائم .. والثقيل الهائم

امسح النوم من عينيك، واطرد الكرى من جفنيك

فلن تنال من ماء العزة قطرة، ولن ترى من نور العلى خطرة

حتى تثب مع من وثب، وتفعل مايجب، وتأتي بالسبب

ألا فليهنأ أرباب الهمم، بوصول القمم

وليخسأ العاكفون على غفلاتهم في الحضيض، فلن يشفع لهم عند ملوك الفضل نومهم العريض

وقل لهؤلاء الراقدين: "إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين"

فهبوا إلى درجات الكمال ... نساء ورجالا، ودرّبوا على الفضيلة أطفالا

"انفروا خفافا وثقالا"

منقول من موقع صيد الفوائد