الاثنين، 30 مارس 2009

شيخي أحمد ياسين



بقلم: الشيخ الشهيد د. نزار ريان

كُنَّا صغارًا في هذا الوطن الحبيب، نحلم بالبلاد الحلوة الندية، نعشق حكايات الجدات عنها والجدود، نأنس بذكر البيارة والكرم والجابية وبير القواديس، نحب حمار جدنا ونعشق جمله، ونتنسم عبير الزنبق في عسقلان، ونصعد مئذنة روبين في صيف العنب والتين، ونُرَبِّعُ مع آبائنا في ربيع الحصاد والهيطلية على ضوء قمر فلسطين.

كُنَّا صغارًا، لكن كان الوطن أطيب عبيرًا من الشذى المسفوح في زهر البرتقال اليافاوي، وأندى من قطف التين في ملقط البوص صبحًا.

كُنَّا وكان الوطن كبيرًا، كبيرًا، أكبر من كل وطن في هذا الكون القوي الباطش، وطننا أكبر من كل الأوطان وأحلى، في وطننا يافا، وهل في الأوطان مثل يافا عروسًا تحتضن الشمس أصيلاً فضة وذهبًا، في وطننا عسقلان، وهل للناس عسقلان تذكرهم بصلاح الدين، في وطننا القدس، حَصَانٌ رَزَانٌ، في وطننا بيسان، عطرته سَنَابِك خيل اليرموك ومؤتة، في وطننا عكا، قاهرة الطغاة، فيه يغير عليها أسامة بن زيد صبحًا، كان الوطن ولم يكن شيء كالوطن في عيون اللاجئين.

كُنَّا يا فلسطين صغارًا؛ لكن لا كالصغار في بقية أرجاء الأرض، فقد استيقظنا على آهات معتقةٍ جراحاتها، وشفاه لا تكاد تتمتم بشيء كما تتمتم بحكايات البلاد، بير العسل والمية، قصب الجابية الأحلى من كل قصب، الزيتون الذي يقطر زيتًا قبل تصليب الصليب، وكُنَّا نصوغ صور الوطن، على لوحة سطح القرميد الإسمنتي في مخيمات المهاجرين، بكل ألوان الخيال الزاهية.

كُنَّا صغارًا يا فلسطين، يا حبيبة القلوب ومهجة النفوس المسلمة في كل مكان، كُنَّا يا حبيبتي نحلم بالساعة التي نراك فيها سالمة منعمة، آمنة مكرمة، وفجأة هجم الليل من كل مكان، يجثم بكلكله على القلوب الصغيرة، فقنابل الهاون تشتت شملنا مرة أخرى، وتمزق أفئدة صغيرة صغيرة، ورأينا الموت في مقابر المخيمات أسود داكنًا، وصار من دأبنا أنْ نخرج كل يوم مرات إلى المقابر، نزرعها أحبة كان آخر ما همسوا: وصيتكم أن تنقلوا جثتي إلى البلد، وصيتي لبلاد، وصيتي لبلاد.

وتمزق الناس في الأرض وتفرقوا في نكسة جديدة، وصار لنا نكبة ونكسة، وطارت الآهات تلتقي عبر رسائل يحملها من بعيد الصليب الأحمر، يجتمع الناس عند الجامع، ينادي المنادي، ثم ينفض الناس، وحسرات وزفرات، يا مِنْ دَرَا يِجِي منك خبر يا حبيبي؛ يا مِنْ دَرَا!!.

وفي مسجد العباس يهمس أبو محمد الإمام الياسين في آذان الشباب الصغار حوله: "لا والله؛ والله لنقاتلنهم في اللحظة التي نمتلك فيها مسدسًا واحدًا"، فترتجف الأفئدة إذ التفكير في مواجهة اليهود مخيف ومرعب، وصورة اليهودي مرسومة في الأذهان من يوم دير ياسين ممتزج لون الدم فيها بالسواد، أفنقاتل اليهود.

ويتابع الياسين: "نحن واليهود في صراعٍ على هذا الجيل، فإما أن يأخذه اليهود منا، أو ننقذه من أيدي اليهود"، وأعلنها إمامنا الياسين.

وكانت معركة، ابتدأت إسرائيل الدولة المنصورة في حرب الأيام الستة تغني في ساحة الأقصى المحترق منبره: "محمد مات، خَلَّف بنات"، يتنغم بها موشى ديان وجنوده، في الباحة بين المسجدين الصخرة والأقصى، وتدار كؤوس الشمبانيا، في باحات كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطهرها بثوبه من قرون.

كانت معركةً لا كالمعارك، اليهودي يريق الخمر في أفواه السكك الضيقة في حارات المخيم هدية في عيد يهود، ويجرد الحرائر من الثوب الجلجلي والجنة والنار، ويلبس النساء موديلات صدورها بادية والنحور، وتطير الملاءات عن الشعر الحرير الطاهر العفيف، خمر وعري ومقاهي وهزيمة.

ويبدأ الصراع على الجيل، بين الإمام الياسين والقلة المؤمنة معه، وبين افتتاح الخمارات، ومنع إنشاء المساجد، وزرع المقاهي، وتعمير السينما النصر والجلاء وعامر والسامر، ونشر الصور الخليعة بين أيدي الصغار في المدارس الإعدادية، وفتح باب العمل للناشئة خدمًا في سوق اليهود وشواطئ بلادنا المدنسة بنوادي العراة.

كانت المعركة كبرى، وكان الشيخ لها، وكان الأقمار معه من الدعاة الصالحين، المؤمنين بأننا سنجوس خلال الديار، ونتبر ما علوا تتبيرًا.

وبدأ الإمام يزرع في بيوت الله وردًا وعنبرًا، ومسكًا وغالية، ينثر البذور ويتبعه بالتربية، يحمله على دراجته أحد طلابه إلى البيوت والأزقة، يزور هذا، ويربت على كتف هذا، ويهمس في جباليا وينادي في رفح والشاطئ، ويركب إلى أم النور وبئر السبع، ويقيم المؤسسة، ويعلم الطلاب الصلاة حين ينفض سامر الدروس التي لا تعرف الوطن ولا تمجده.

كان الصراع على الجيل كبيرًا، يفتتح مدرسة للتلاوة في المسجد، يعلم أولاد فلسطين كيف يرتلون سورة الأنفال ترتيلاً، ويعدهم بأن السورة ستصير صورة، وأنَّ الصورة ستكبر وتكبر، وأنها ستمتد في أنحاء الأرض حتى يهتف أهل الفلوجة في عراق العرب المسلوب: "ولا يهمك يا حماس"، وفي أطراف الأرض تزين الصبايا حجراتهن بصورة الشيخ الإمام أبي محمد الياسين.

وصار عيبًا ألا تعرف "مَن هو يا ولدي أحمد ياسين"، صار عيبًا ألا تكون مع الإمام، صار غفلةً ألا تمشي خلفه، وتجعل كرسيه رمزًا لأمة هتافها: "عائدون عائدون، إننا لعائدون".

شيخي أبا محمد؛ لعله قد ابتلت العروق، ولعل آن لك أن تستريح سيدي المعلم الكبير، فلقد حملت الأمة همًّا فما وضعته حتى استشهدت، ومضيت تحملنا على العزائم، وتكره الرخص، وتعلمنا كيف يكون الليل مدرسة المجاهدين قيامًا وصلاةً، والنهار للصائمين مدرسة أخرى، والتسابيح، كم كنت تغضب حين نردد غير الأذان كلامًا، وتعتب حين نهمس بين كلمات الأذان غير الله أكبر الله أكبر.

سيدي أبا محمد، لا زلت أنظر في بريق الأمل في عينيك يا حبيبي، لا زلت أعلم أن النصر آت، وأن الفجر قادم، فكم كنت تحضننا بالأمل وتحصننا من الملل، وتدعو لمواصلة الطريق، تقول: "الميل الأول صعب، وبعدها يسير الناس على المدرجة والدرب".

سيدي أبا محمد، لطالما علمتنا حيًّا، علمتنا أن فلسطين عائدة ما عاد الجيل إلى الله، فتدعو لبناء المساجد والمدارس، وتفتح القلوب والأفئدة، بالابتسام والاتساع لكل الناس.

واليوم تعلمنا وأنت حي عند ربك بإذن الله، تعلمنا يا حِبَّ القلوب والأفئدة، يا زيتونة يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، فكيف وقد مسته النار، فامتد لهيبًا يحرق الغاصبين المحتلين، ليرحلوا ليرحلوا، فما في بلادنا مكان للغرباء والغربان، إنها بلادنا.

الأربعاء، 25 مارس 2009

استشهاد الإمام



استشهاد الإمام*


يا لهفَ نفْسي ويحكم من ذا الَّذي ***** أضْحَى على أكتافِكم محمولا
بالله أسْــألكم أحـق ما أرى ***** أم أنــه حلُمٌ أراه ثقيـــلا
"قالوا رحلت فما شـككت بأنها ***** روحي عن الدنيا تريد رحيـلا"
والقلب ذاب فما يداري حزنـه ***** والعين صبت بالدموع سيـولا
والنفس قد لبست لذلك أسـودا ***** من فوق أثواب السواد الأولى
*****
لا، فاتئـد يا قلب واثبـت لا تهن ***** واصدع وردد بكرة وأصيـلا
يا شيخ إن ضحكوا لقتلك ساعة ***** فلسوف يبكون الغداة طويـلا
الله أكبر لم تمـت يا شيــخنا ***** فلقد سبقت إلى الجنان وصولا

*****
ياســين أنت منار كل مجاهد ***** يرجو إلى الرب الكريم سبيلا
تقضي النهار مكافحا حتى إذا ***** آنسـت لليل البهيـم سـدولا
صليت لله العظيــم دعوتـه ***** يا رب هبني من رضاك قليلا

*****
شــارون أخزاك الإله بقتلة ***** تشـفي من القلب الكليم غليلا
أنت الذي في كل واد كنت عن ***** سـفك المحارم والدما مسئولا
ما زلت قردا يا حقير وإن بدا ***** كرش يضاهي في الضخامة فيلا

*****
فرحوا وهنوا بعضهم يا ويلهم ***** هل يفخرون بقتلهم مشـلولا
خابوا إذا ظنـوا بقتلك أنـهم ***** حازوا من المجد المروم جزيلا
خربت شوارعهم فما من سالك ***** إلا ويخشى من ذويه عويلا
وملاعب ومراقص قد أقفـرت ***** من زارها طبعا غدا مقتـولا
سـيناله رد الكتـائب إنـها ***** ما من يد فاقت يديها طــولا

*****
يا رب وفق جندنا كي يثـأروا ***** ويزلـزلوا بالرعب إسـرائيلا
وليقلعوا عين الخؤون ورأسه ***** ويقتـلوا أمثــاله تقتيــلا
إن كان من قول فلا قول سوى ***** يا رب نصرك قد غدا مأمولا
ياسين نم نوم العروس ولا تفق ***** سيف الكتائب لم يزل مسلولا

---------
*هي أول قصيدة لـ"براء نزار ريان" وألقاها في ذكرى الياسين الأولى بلقاء شعري في مسجد المحطة، ثم نشرها في شبكة فلسطين للحوار

يا مجاهد



يا مجاهد


الى روح المجاهد الشهيد الشيخ أحمد ياسين



وَرَبِّكَ يا مُجاهدُ لا نذِلُّ

فعِزَّتُنا .. كما كانت .. تَظَلُُُّّّ

ذووكَ أَعِزّةٌ .. خاضوا المَنايا

وساحاتِ الجهادِ .. ولمْ يَكِلُّّوا

يُحبّون الحياةَ .. بدونِ حدِّ

فإن نَشزَت ... فعِشرتُها تُُذِلُّ

يُجلّونَ الحياة فإن أساءَت

فإن عِراكها ... شأنٌ أجَلُّ

"فمنهُم من قضى" ومَضى شهيداً

ومنهُم من يَهِِلّ .. ويَستهِِلُّ

ومَن مِنّا انحنَى لسواهُ ..

يوماً فقامتُهُ .. وقيمتُهُ .. أقِلُّ

وأمَّتنا .. وعزّتها .. سواءٌ

وليسَ لخانعٍ فيها مَحَلُّ


بمثلكَ أيّها الشيخُ المُفدَّى

ستندَحِرُ الغزاةُ .. وتَضمَحِِلُّ

بمثلكَ أيّها الشيخُ المُفدَّى

ستنتصرُ البلادُ .. وتَستقِلّ

_________________

مجيد البرغوثي

كتبت صبيحة استشهاد الشيخ المجاهد في 22/3/2004

وبعد خمس سنوات من استشهاده، سطرت غزة - بأمثاله من المجاهدين أول نصر فلسطيني،

صمدت ودحرت جيش الهجوم الصهيوني،

وبأمثال الشيخ ياسين، سيحقق الفلسطينيون والعرب المؤمنون النصر النهائي على الكيان الصهيوني الغاصب في وقت قريب ان شاء الله

الاثنين، 23 مارس 2009

في الذكرى الخامسه لاستشهاده..كلمات خالدة للشيخ احمد ياسين





















إن التهديدات الإسرائيلية بتصفية قياديي حماس "تعبير عن حالة الفشل والإفلاس" التي تعيشها إسرائيل فالإسرائيليون ليسوا بحاجة إلى مبرر لارتكاب المجازر ولا يحتاجون إلى مبررات للاستمرار في القتل والتدمير فالعدو الإسرائيلي لا يعيش إلا على القتل والدماء

• لقد أثبت شعبنا علي مدار التاريخ أنه الأقوى شكيمة والأصلب إرادة بين شعوب العالم قاطبة ، ولديه من الطاقات والثوابت الإيمانية ما يؤهله لخوض معركة طويلة تستمر حقبة من الزمان .. وأن التضحيات الجسام هي التي صقلت فيه حب الشهادة وزادت في نفوس أبنائه جرأة المقاومة والدفاع عن شرف الأمة ومقدساته


تأكدوا يا أبناء شعبنا أننا نسير لتحقيق المصلحة الوطنية لكم ، فإذا كانت المصلحة في إعطاء هدنة فسنعطي هدنة : وإذا كانت المصلحة في الاستمرار في طريق المقاومة فسنكمل مشوارنا .

• نحن في مركز قوة وليس في مركز ضعف .. والعدو هو الذي انهار فالجيش "الإسرائيلي " لا يريد أن يقاتل في الأراضي المحتلة ومواطنوهم فارُّون إلى الخارج، ورؤوس الأموال تهرب والاقتصاد الصهيوني ينهار . إن "إسرائيل" تشهد وضعا منهارا بينما نحن في وضع قوي جدا ، في الشارع الفلسطيني اسأل أي امرأة أو رجل إذا كان يريد الاستشهاد سيقول لك :نعم ، وإن سألته: هل تريد حزاما لقال أنا مستعد !


• لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نعترف بإسرائيل وهي تغتصب أرضنا وحقوقنا ووطننا
--------------

السبت، 14 مارس 2009

أولى لحظات الشهيد



عجيب أمر الشهادة ، يتمناها سيد ولد آدم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، لا يتمناها مرة ، بل مرة ومرة ومرة} ...

والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل {(رواه مسلم) ..

عظم الشهادة عند الله عجيب !! وما أعد الله للشهداء أعجب من العجيب !!

فمن هو هذا الشهيد!!

هو ذلك المؤمن الذي يقاتل تحت راية إسلامية ظاهرة لإعلاء كلمة الله فيقتله أعداء الله ، أويموت في خضم الرحلة الجهادية ميتة طبيعية.

من هو هذا الشهيد !!

هو من خير الناس منزلا .. يجري عليه عمله حتى يبعث .. دمه مسك .. يحلى منحلية الإيمان .. هو من أمناء الله في خلقه .. روحه في جوف طير أخضر يرد أنهار الجنة ويأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش .. يأمن من الصعقة .. يأمن من الفزع الأكبر .. يشفع في سبعين من أقاربه .. يزوج باثنتين وسبعين من الحور العين .. يلبس تاج الوقار، الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها .. هو من أول من يدخل الجنة .. يكلمه الله كفاحا دون حجاب .. يسكن الفردوس الأعلى في خيمة الله تحت العرش لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة ..


هذا بعض شرفه بعد موته ، أما وهو يجاهد ، ففضل الجهاد لا يجهله أحد الإيمان سمته ، ويكفيه أنه ذروة سنام الإسلام وعمل الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام. ووقفتنا هنا مع اللحظات الأولى للشهيد ، والأخيرة للمجاهد ..

تلك اللحظات التي يحجم عنها الرجال ، ويخاف من هولها الأبطال .. تلك اللحظات التي يفارق فيها الإنسان حياته وكل ما رتبه لنفسه من أحلام وأوهام لتنقطع فجأة ويصبح في عالم آخر لم يشاهده ولم يعرفه إلا خبرا لا عيان.

هذه اللحظات هي " أولى لحظات الشهيد " .. هي لحظات تحكي بداية ولوجه باب البرزخية .. بداية مفارقته الدنيوية إلى الأخروية .. نهاية كونه مسلما حيا إلى بداية حياة الشهادة الأبدية .. لحظات عجيبة في قاموس الإنسان .. لحظات لا يدركها أي إنسان .. إنها لحظات لا يمتطي صهوتها إلا أهل الإيمان .. لحظات يعجز عن وصفها البيان .. لحظات إقبال وإحجام ممتزجان ..

لحظات يقف فيها عقل المؤمن حيران: أيبارك أم يحزن ، أيهنئ أم يعزي ، أيبكي أم يفرح .. أحزان أم أفراح وأحضان !!

فما حال تلك اللحظات !! يقبل المؤمن إقبالة الليوث على الهوام ، ويكون في مقدمة الرجال في ساعات الإحجام ، وإذا اصطفاه ربه فإن «أفضل الشهداء الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة، ويضحك إليهم ربك، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا، فلا حساب عليه »(أحمد)

يضحك إليه رب العزة !! ما أكرمه من موقف وأهيبه ..

وماذا بعد يا شهيد !!

روى أحد الثقات قال: أخبرنا قائد من قادة الجهاد البوسني ، قال:كنا مجموعة من الإخوة في الغابة ، فإذا بأحد الإخوة يصرخ فينا "الجنة ، انظروا الجنة ، وأشار بيده أمامه فما هي إلا لحظات حتى أتته رصاصة قناص استقرت في رأسه فخر ميتا رحمه الله " ..

« إن للشهيد عند الله خصالا: ... ويرى مقعده من الجنة ... »أحمد وصححه الترمذي.

يضحك له ربه ، ويرى مكانه في الجنة !! ما أعظمها من منة ..

ثم ماذا يا شهيد !!

يحجم الأبطال عن ساح النزال لما توهموه من الآلام والأوجاع إذا استقرت في أجسادهم النصال ..

ولكن المؤمن يقدم لعلمه بحقيقة الحال «ما يجد الشهيد من القتل إلا كمايجد أحدكم من مس القرصة» أحمد والترمذي والنسائي وسنده حسن.

يضحك له ربه ، ويرى مكانه في الجنة ،ولا يتأوه عند الموت !! ما أكرمه على الله ..

ثم ماذا يا شهيد !!

يخاف المؤمن الذنوب ، ويريد قبل الموت أن يتوب، فقال نبي علام الغيوب « ... ورجل مؤمن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حـتى إذا لقي العدو، قاتل حتى يقتل، فتلك ممصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء الخطايا .. » (المسند وصحيح ابن حبان) ..

أتخاف من الذنوب؟ «إن للشهيد عند الله خصالا أن يغفر له من أول دفعة من دمه ...» أحمد وصححه الترمذي

يضحك له ربه ، ويرى مكانه في الجنة ، ولا يتأوه في لحظة الموت ، وتمحى ذنوبه [ إلا الدين ، كما في صحيح مسلم [!!

ما أعظم الشهادة في سبيل الله .. أرضيت يا شهيد !!

يفتن الناس في القبور، وصاحبنا في القبر مسرور، فعند النسائي وغيره أن رجلا قال: يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ، قال صلى الله عليه وسلم« كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة» .

يضحك له ربه .. يرى مكانه في الجنة قبل موته .. لا يجد من ألم الموت شيء .. تمحى خطاياه من أول دفعة من دمه .. يأمن من فتنة القبر !! كل هذا في لحظات قليلة يخاف منها جميع بني الإنسان ، إنها لحظات إمتحان ،لحظات قصيرة يجتازها المؤمن الولهان ، يسيل فيها دمه فيرى مغنمه «لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى يبتدره زوجتاه، كأنهما طيران أضلتا فصيليهما ببراح من الأرض بيد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها» أحمد

ألا تكفيك الحوريتان يا شهيد !! أتطمع من الشرف المزيد ؟!!

لك والله يا شهيد ما تريد: عن جابر ابن عبد الله يقول: « جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مثل به، ووضع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه، فنهاني قومي، فسمع صوت صائحة، فقيل: ابنة عمرو، أو أخت عمرو، فقال: (لم تبكي - أو: لا تبكي - مازالت الملائكة تظله بأجنحتها). البخاري

ما أعظم الشهيد،

يحتفى به في الآخرة حفاوة عظيمة،

ولا يخرج من الدنيا إلا بمواكب كريمة ..

الناس تبكي والشهيد يضحك ..

الناس في فزع والشهيد في الجنة يرتع ..

وفده كريم ،وأمره عظيم ،

دخوله الدنيا كما الناس ، وخروجه تحتبس له الأنفاس ..

آآه للشهادة، من فاز بك فاز بالزيادة،

ومن أحجم فهو في نقصان ، نعوذ بالله من الخسران ..

يموت الناس والشهيد لا يموت ..

يبكي الناس ، والشهيد مبتسم في وجه الردى يضم الموت بصدر فيه لوعة الإيمان تحترق شوقا للقاء الحور الحسان كأنهن الياقوت والمرجان} ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . فرحين بما ءاتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون . يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين { آل عمران : 169-171]

إنها لحظات فيها البرهان .. لحظات هي الحيوان ..

ثواني معدودة ودقائق امتحان ، يجتازها المؤمن فتفتح له أبواب الجنان ..

لحظات تفك قيود الحياة فينطلق الشهيد حرا بروحه إلى عالم الغيب ليرى من النعيم ما هو فوق البيان ..

لحظات يضحك إليها الملك الديان ..

لحظات يضمها المؤمن ضمة العاشق الولهان ..

لا وصب ولا نصب ، إنها لحظات إيمان ..

أولى لحظات الشهيد وآخرلحظات الإنسان ..

اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك مقاتلين مقبلين غير مدبرين ، يا كريم يا منان.
------------
نقلا عن موقع
كتائب الشهيد عز الدين القسام

الاثنين، 9 مارس 2009

شاهدوا كرامة الشهيد محمود العابد



الشهيد محمود العابد

منفذ عملية دوغيت قبل 6 سنوات


بقيت جثته الطاهرة الموشحة براية التوحيد ووجهه المعصب بالعصبة الخضراء كما هي ..


فحينما استشهد اخيه خالد في الحرب الأخيرة على غزة، طلب أهله دفنه بجوار أخيه، فكانت المفاجأة التي ستشاهدوها من خلال الفيديو أثناء دفن خالد بجوار أخيه محمود .......... 1
الفيديو
على اليوتيوب
اللهم ارزقنا الشهادة الصادقة في سبيلك

الأحد، 8 مارس 2009

أمهات شهداء غزة.."صبر يحمل ألم الذكريات"





أمهات ودعنَّ فلذات أكبادهنّ أبدًا- رغم أنهم ما زالوا في عمر الزهور- وحَلُمن باللقاء بهم عما قريب في جنة خالدة، حيث اللقاء بلا وداع ولا فراق يؤلم قلوبهنّ مجددًا..
ذلك مشهد أمهات شهداء الحرب الأخيرة على غزة، بعضهنّ فقدن فلذات الأكباد تحت ردم وأنقاض البيت المدمر، وأخريات فقدنهنّ بينما كانوا في طريقهم إليها بعد مشوارٍ قصير في ساعات الهدنة الثلاثة، وثالثاث شهدن بأم أعينهن لحظة الرحيل، فما استطاعت أن تصدق الوداع، وغابت بوعيها عن الدنيا قليلاً، ورابعات وخامسات وعاشرات وقفن لحظة الوداع يلوحن بأيدهن مودعات محتسبات..تغرق عيونهن بدموع يخفينها في تجاويف الجفون، ومن ثمَّ ترحل بخطى وئيدة موحشة، وعلى ألسنتهن تتدحرج كلمات الافتقاد حزينة آملة بلقاء بعد البكاء..
موقع "القدس أون لاين" قام بعرض قصص أمهات ودعن في لحظة واحدة أكثر من ابن شهيد، وأخريات ودعن إضافة لفلذات الأكباد الزوج والسند والمعيل، وبقيت وحيدة تبكي ألم الفراق بين ركام البيوت وأطلال الذكريات، تابع معنا..
إن ودعك ابنك مسافرًا طلبًا للعلم أو العمل يعتصر قلبك ألمًا لفراقه الذي قد لا يدوم طويلاً، فكيف إذا ودعك أبدًا بعد الممات فلا ترينه إلا خيالاً في شريط الذكريات؟! أي قلب يحتمل ذلك الفراق..
نعمة محمد منصور بربخ، أم بلغت من العمر 44 عامًا، ذاقت لوعة فراق الأحباب ليس سفرًا بل رحيلاً، في الرابع من يناير عام 2009 فقدت فلذات أكبادها مهدي 26 عامًا، ومحمد 17عامًا، ويوسف ابن الخمسة عشر ربيعًا، وزوجها عبد، في لحظة شهادة واحدة بصاروخ من طائرة استطلاع بينما كانوا في حديقة منزلهم يقطعون جذوع الحطب، جزعت الأم لحادثة الفقد والرحيل الطويل، تمزق قلبها وجعًا، وذرفت دموعها ألمًا، لكنها ما لبثت أن ربطت على جرحها النازف بالصبر الجميل..
تقول: "ليس أصعب على الأم من فراق فلذات أكبادها، لكن الله يصبر النفوس". وتتابع: غادروني أجسادًا فقط، بينما ذكراهم تملأ فكري ووجداني، في كل مكان في البيت لهم ذكرى، وتبدأ بتعديد ذكرياته: "هنا كان ينام يوسف تلك حقيبته، وهذه ملابسه اشتريتها له قبل استشهاده بقليل، وفي تلك الزاوية أذكر حديث مهدي وإلحاحي عليه بالزواج وتكوين أسرة، وإنجاب أحفاد أدللهم وأحنو عليهم، وهناك كان محمد يساعدني في إشعال النار حتى لا يتألم صدري وتضيق أنفاسي، وعند باب الغرفة وقف زوجي يودعني قبل الذهاب للعمل، أذكر ابتسامته بعد أن دعوت له". تصمت تبكي، ففي الدمع سلوى لأشواق قلبها وحنينها لضم أبنائها، ما زاد من لوعة الأم أنها لم تتمكن من أن تطبع قبلة الوداع الأخيرة على وجوه أبنائها وزوجها، فقد حولهم الصاروخ إلى أشلاء، كما لم يتثنى لها أن تراهم، فمن ثلاجة الموتى إلى القبور سارت جثامينهم.



وداع من نوع آخر



أم الشهيدين إبراهيم ومحمد أكرم أبو دقة كان وداعها لفلذات أكبادها من نوع آخر، لوحت بيدها تجاه الجثامين المرفوعة على أكف الأهل تبسم وجهها للراحلين، وتلفظ قلبها قبل لسانها بالدعاء بالتقبل عند الله شهداء، والفوز بالجنان مع الصالحين الأبرار، واللقاء في غد لا وقت فيه للفراق والوداع.
تقول الأم: "ليس لي إلا الصبر وسيلة أستعين بها على الشرخ العميق بقلبي لفراق طفليّ إبراهيم ومحمد، طالما تمنيا الشهادة، وأكرمهما الله بأن يفتت صاروخ أرض– أرض جسديهما في نهار من نهارات الاجتياح البري على قطاع غزة مؤخرًا"، تخفي الأم الألم النابض بقلبها بذكريات تستحضرها كلما ذاب قلبها شوقًا وحنينًا لإبراهيم ومحمد، تلك الذكريات تبدل دموعها بابتسامات لا يبددها إلى الرجوع إلى واقع لا وجود فيه لجسدي الحبيبين يلتصقان بجسدها في ليالي السمر، لكنها تعود للأمل مجددًا بأن تكون لقيا الأحبة قريبة.
لقد فقدت الأم اثنين من أبنائها في لحظة واحدة في ساعات الهدنة الثلاثة، بينما كانوا عائدين بعد ظهر الثامن من يناير الماضي من بستان زراعي بالقرب من نادي عبسان الكبيرة الرياضي، خرجا ليجمعا بعض الأعشاب للحيوانات أحدهم استقل دراجة، والآخر عربة حديدية، لكنهما لم يعودا إلا أشلاءً ممزقة، أجسادًا بلا رءوس ولا أيدي، ورغم حرقة الوداع الملون بالدم والأشلاء على قلب الأم، إلا أنها رفعت رأسها تعلي الصوت بالدعاء بالرحمة لمن قضوا بإذن الله شهداء.



أمام عينيها رحلوا فغابت عن الدنيا



صدقي، أحمد، ومحمد العبسي رحلوا على مرأى من عين أمهم، فما استطاعت احتمال المشهد غابت عن الدنيا بإرادتها في غيبوبة.
ترفض الأم أن تصدق رحيل أبناء عمرها في لحظة واحدة بعد أن قصفت قوات الاحتلال البيت على رءوسهم وهم نائمون ليلة التاسع والعشرين من ديسمبر العام الماضي، في أول أيام الحرب على القطاع، تقول الابنة الكبرى فداء: "أمي ما زالت في المستشفيات المصرية تتلقى علاجًا لندوب وجروح جسدها المصاب بالشظايا في مختلف أنحائه"، ووفقًا للأطباء فإن الوضع الصحي للأم مستقر، بينما وضعها النفسي مضطرب، فهي ترفض أن تستعيد وعيها أو تفتح عينيها فتفيق على واقع أليم لا وجود فيه لفلذات أكبادها الثلاثة.



صبرٌ جميل



قد يهون على النفس رحيل بعض من فلذات الأكباد، وبقاء البعض الآخر يعين على تحمل آلام الفراق لأجلهم، ليشبوا صامدين صابرين، لكن إذا ما رحل الجميع والأب، ولم يبق أحد، فمعادلة الصبر على عناء الفراق تبدو أكثر صعوبة.
أم محمود لم يبق لها من أبنائها الأربعة أحد يعينها على الذكرى، رحل الجميع بضربة صاروخ واحدة بين شهيد وجريح التحق أخيرًا بركب الشهادة، تقول السيدة وقد أغرقت دموع الفراق وجهها: "في أيام الحرب سقط صاروخ على بيتي في بيت لاهيا فاستشهد اثنان من أبنائي الأربعة على الفور وأبيهم، فيما أصيب الابنين الصغيرين". تأملت أن ينجو الصغيران. دعوت الله أن يعيدهما سالمين من مستشفيات القاهرة، لكنهما عادا على نقالة بلاستيكية لتودعهم قبل الذهاب بهم للمسجد ليصلى عليهم، ومن ثم يواريا التراب.
الألم بقلب الأم كان كبيرًا مريرًا، لكنها استعانت بالإيمان والصبر الجميل، فالله الرازق والمعطي، والله وحده من يملك أن يسترد أمانته في الأرض، بكت كأي أم انفطر قلبها على فراق الأحباب، لكنها أسلمت الأمر لمدبر الأمر، وانشغلت عن الحزن بالدعاء أن يكون الملتقى قريبًا بعد الممات في جنة لدى رب العباد.



تسلسل الرحيل



في السادس من يناير الماضي نفذت قوات الاحتلال خلال اجتياحها البري للقطاع جريمة بحق عائلة ديب في محيط مدرسة الفاخورة شمال قطاع غزة، وقتها فقدت زوجة سمير ديب الزوج شهيدًا، وأبنائها عصام ومحمد، وأصيبت فاطمة، ثم التحقت بركب الشهادة مع الأب والشقيقين.
رحيل الأبناء محمد وعصام والزوج سمير كان في نفس اليوم، لكنه ليس في ذات اللحظة. البداية كانت مع استشهاد عصام بالقرب من السور الغربي لمدرسة الفاخورة، وبعد دقائق لا تتعدى الثلاثين استشهد الابن محمد برفقة والده، وأصيبت فاطمة، فقد عادوا إلى البيت لتوهم ليبصروا الخراب الذي حل به بعد قصف الاحتلال بيت أبو عسكر المجاور، وأخيرًا كان استشهاد فاطمة في المستشفيات المصرية.
رغم افتقادها الأبناء والزوج، إلا أنها ظلت صابرة تدعو الله أن يرعي بحوله وقوته ما تبقى من أبنائها، تقول الأم: "الحمد لله الذي منحني الحياة لأودع أبنائي شهداء، وأمدني بالقوة والعزيمة والصبر على افتقادهم أجسادًا تحت الثرى، لا أرواحًا، فلا يغيبون عن فكري لحظة أذكر مواقفهم معي فأضحك ولا أبكي".
------------
موقع القدس أون لاين / هبة فتحي/غزة
-----------

الشهيد/ عمـاد عـقل - أسطورة الجهاد والمقاومة



أسطورة الجهاد والمقاومة " وحدك يا أمير الفدائيين تعلو .. ترحل إلى الشمس ، تمضي إلى قسمات الوجوه ، ترتسم على أسارير العائدين ، تجمع في كفك المباركة خيوط البطولة والحماس والشهادة ، تصنع نسيج الأمل العريض ، تفرشه في الشوارع ، في الحارات ، في الساحات وتحيك منه لكل فتى كوفية وعلماً وضمادة جرح " أن يترجل فارس من فلسطين في ساحة الشرف ليس بالحدث الجديد ، فلقد أصبح الاستشهاد على طريق الجهاد قدر الشعب الفلسطيني منذ أن اتخذ قراره بالدفاع عن دينه ووطنه وحريته وعندما يترجل الفارس المقدام عماد عقل قلب الساحة التي لا تحتضن إلا الأبطال نكون قد ازددنا اقتراباً من النصر والعزة ، فالطريق لا يعبد إلا بدماء الشهداء ولا يضاء إلا ببطولتهم التي لا يضيرها خيانة خائن أو غدر منافق أو خذلان جبان ...والله إنه ليصعب على القلم ويشق على بنانه أن يكتب بمداده عن مجاهد سقط على طريق الحق والإيمان شهيداً ، فكيف بالحديث عن فارس مثل (عماد عقل) رمزاً وقائداً ومجاهداً ؟؟!! لن يستطيع المداد أن يعطيه حقه من التكريم وهو الفارس - كإخوانه أبطال القسام - يرفض الحديث ويتجنب الإعلام والدعاية واضعاً نصب عينيه (قتل الجنود الاسرائيليين عبادة نتقرب بها إلى الله) .


المولد والنشأة:


في التاسع عشر من يونيو من عام ألف وتسعمائة وواحد وسبعين يطل (عماد حسن إبراهيم عقل) إلى الدنيا في مخيم جباليا ، وكان الوالد الذي يعمل مؤذناً لمسجد الشهداء في مخيم جباليا قد اختار لابنه الذي جاء ثالثاً بين الذكور هذا الاسم (عماد) تيمناً بالقائد المسلم (عماد الدين زنكي) الذي قارع الصليبيين ، في الوقت الذي كانت كل القيادات متخاذلة . نشأ (عماد) وتربى على طاعة الله في هذا البيت المتدين الفخور بعقيدته ، وبدا واضحاً منذ نعومة أظافره تمتعه بالذكاء والعبقرية ، ولهذا صمم والده على أن يواصل مسيرته التعليمية حيث تفوقه بحصوله على مرتبة متقدمة بين الأوائل ، وكما كان متوقعاً أحرز (الشهيد عماد عقل) الترتيب الأول على مستوى المدرسة وبيت حانون والمخيم في شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) بعد ذلك تقدم بأوراقه وشهاداته إلى معهد الأمل في مدينة غزة لدراسة الصيدلة ، إلا أنه ما إن أتم إجــــراءات التسجيل ودفع الرسوم المقررة حتى وجد جنود الاحتلال يعتقلونه في 23/9/1988م ويقدمونه إلى المحكمة بتهمة الانتماء لحركة (حماس) والمشاركة في فعاليات الانتفاضة المباركة . عمّر الإيمان قلب (الشهيد عماد عقل) حيث تربى في أحضان عائلته المتدينة والمساجد القريبة من مكان سكناه التي اعتاد ارتيادها منذ أن بلغ الثانية عشرة ، وجد في مسجد النور القريب من مدرسة الفالوجة ضالته ، إذ عرفه أحد الإخوة الفضلاء على دعوة الإخوان وحبه للجهاد والاستشهاد ، نما وترعرع في رحاب المسجد ورضع لبن العزة والكرامة من خلال الدروس العلمية والتنظيمية والتعبوية حتى نضجت في مشاعره جذوة الجهاد والاستشهاد واستوت على سوقها مع بدء الانتفاضة ، ولقد تميز الشهيد رحمه الله بعمله الدءوب لما تتطلبه هذه المرحلة من ضرورة التواجد الإسلامي المكثف في مخيم جباليا الذي كان يسمى فيما سبق مخيم الثورة لما للتنظيمات الأخرى من قوة وتواجد فيه ، فشارك إخوانه في استنهاض همة الشباب وتجميع الصالحين منهم .


حب الجهاد والمقاومة


واكبت حركة (عماد) ونشاطه وقوة حبه للجهاد وقتال اليهود اشتعال الانتفاضة الفلسطينية المباركة وتصاعد وتيرتها وامتدادها على طول رقعة الوطن المحتل ، وما أن أطلقت (حركة الإخوان المسلمون) في قطاع غزة لشبابها وأنصارها العنان لقيادة المظاهرات وتوجيه الجماهير منذ الثامن من كانون أول (ديسمبر) من عام 1987 حتى تقدم الشهيد الصفوف مشكلاً المجموعات من الشباب المسلم في المخيم لملاحقة جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين كانوا يعيثون فساداً وتخريباً . كما شارك الشهيد رحمه الله في كتابة الشعارات الجدارية ضد العدو الصهيوني ، وعرف عنه ولعه الشديد بالمظاهرات والمسيرات الاحتجاجية ، فشارك في الكثير من فعاليات الانتفاضة ضمن مجموعات السواعد الرامية التي تكونت في المخيم بعد انبثاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جناحاً ضارباً (لجماعة الإخوان المسلمين) في الضفة الغربية وقطاع غزة .


الاعتقال الأول والأخير


وباعتقال مجموعة كبيرة من كوادر وشباب حماس في ما يسمى ضربة آب (أغسطس) 1988، تعرض (عماد) وشقيقه (عادل) للاعتقال في الثالث والعشرين من أيلول (سبتمبر) من ذلك العام حيث أودع السجن ثمانية عشر شهراً إثر صدور الحكم عليه من محكمة عسكرية ظالمة بتهمة الانتماء لحركة حماس ، والمشاركة في فعالياتها وتكوين مجموعات مجاهدة وإلقاء زجاجات حارقة ، وما أن خرج الشهيد رحمه الله من المعتقل في آذار (مارس) 1990 حتى عاد إليه مرة أخرى إذ وجهت إليه سلطات الاحتلال تهمة تجنيد أحد الشباب المجاهدين في تنظيم حماس، فقضى الشهيد في المعتقل هذه المرة شهراً آخر بعد أن تيقنت أجهزة المخابرات الإسرائيلية أنه اعترف في المرة السابقة بالتهمة التي وجهت إليه .


خروج من السجن


وخرج من السجن بعزم وتصميم لا يلين على مواصلة طريق الجهاد ونيل الشهادة في سبيل الله حيث كان دائم الحديث عن جهاد (الرسول صلى الله عليه وسلم) وعن الشهادة والشهداء وبطولات (خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح وصلاح الدين وسيف الدين قطز) وغيرهم من قادة الفتح الإسلامي ، ولذلك لم يرق لشهيدنا البطل أن يظل مقتصراً في جهاده على الحجر والمقلاع ، بل راح يبحث عن درجة أعلى من ذلك ، وعمّا يزيد من إلحاق الخسائر في صفوف جنود الاحتلال والمستوطنين والعملاء وتجار المخدرات ، فبدأ اتصالاته وتحركاته فور خروجه من المعتقـــل للالتحاق بالجهاز العسكري لحركة حماس المعروف باسم (كتائب الشهيد عز الدين القسام) الذي يلبي رغباته وطموحاته العسكرية ، فكان له ما أراد إذ أفرز في مجموعة (الشهداء) ، وهي من المجموعات الأساسية الأولى التي بدأت العمل في المنطقة الشمالية من القطاع بملاحقة العملاء الخطرين وتصفية بعضهم ، ثم اندمج تلقائياً في كتائب القسام وبدأ بممارسة مهامه الجهادية على أفضل ما يكون . وعلى الرغم من وجود من هو أكبر منه سناً وأقدم منه في المرتبة التنظيمية ، إلا أن ما يتمتع به الشهيد (عماد عقل) من ذكاء وفطنة وخفة حركة إلى جانب حذره واستعداده الدائم جعلت قيادة الكتائب ومجاهدي المجموعة يختارونه ضابط اتصال لهم ينقل التعليمات والأوامر والخطط وكل ما يتعلق بشأن المجموعة من وإلى القيادة . راحوا يصوبون سكاكينهم وخناجرهم إلى صدور المجرمين الساقطين في شباك العمالة والخيانة بتخطيط متقن وعمليات نوعية جريئة أثارت جنون اليهود ورفعت لواء عز الدين القسام في عزة وإباء، فقد كانت المجموعة تخطف العميل وتحقق معه مستفيدة مما لديه من معلومات ومسجلة اعترافاته على أشرطة تسجيل كوثائق للإدانة وأدلة لا يمكن إنكارها ، ثم تنفذ فيه حكم الله إذا رفض التوبة ، وكان لهذه العمليات الناجحة وقع بالغ عند الجماهير لما لها من أثر واضح في تطهير المجتمع من العناصر الفاسدة التي سممتها المخابرات الإسرائيلية ، وظل الناس يتابعون في شغف عمليات الكتائب التطهيرية في غزة وجباليا والشيخ رضوان ومخيم الشاطىء ، وكم كان استغرابهم عندما يسارعون إلى مكان الاختطاف أو إعدام العميل إن كان من الخطرين أو المعروفين بشكل جلي لا لبس فيه ، فلا يجدون المجاهدين وكأنهم تبخروا في الجو

الاثنين، 2 مارس 2009

أغيب وذو اللطائف لا يغيب





أغيب وذو اللطائف لا يغيب
وأرجوه رجاء لا يخيب
وأسأله السلامة من زمان
بليت به نوائبه تشيب
وأنزل حاجتي في كل حال
إلى من تطمئن به القلوب
فكم لله من تدبير أمر
طوته عن المشاهدة الغيوب
*******
وكم في الغيب من تيسير عسر
ومن تفريج نائبة تنوب
ومن كرم ومن لطف خفي
ومن فرج تزول به الكروب
ومن لي غير باب الله باب
ولا مولا سواه ولا حبيب
كريم منعم بر لطيف
جميل الستر للداعي مجيب
حليم لا يعاجل بالخطايا
رحيم غيث رحمته يصوب
*******
فيا ملك الملوك أقل عثاري
فإني عنك أنأتني الذنوب
وأمرضني الهوى لهوان حظي
ولكن ليس غيرك لي طبيب
فآمن روعتي واكبت حسودا
فإن النائبات لها نيوب
وآنسني بأولادي وأهلي فقد
يستوحش الرجل الغريب
ولي شجن بأطفال صغار
أكاد إذا ذكرتهم أذوب
ولكني نبذت زمام أمري
لمن تدبيره فينا عجيب
*******
هو الرحمن حولي واعتصامي
به.. وإليه مبتهلا أتيب
إلهي أنت تعلم كيف حالي
فهل يا سيدي فرج قريب
في ديان يوم الدين فرج هموما
في الفؤاد لها دبيب
وصل حبلي بحبل رضاك وانظر إلي
وتب علي عسى أتوب
وراع حمايت وتول نصري
وشد عراي إن عرت الخطوب
*******
وألهمني لذكرك طول عمري
فإن بذكرك الدنيا تطيب
وقل عبد الرحيم ومن يليه لهم
في ريف رأفتنا نصيب
فظني فيك يا سندي جميل
ومرعى ذود آمالي جميل
وصل على النبي وآله
ماترنّم في الآراك العندليب


الأحد، 1 مارس 2009

حماس .. وما أدراك ما حماس !!



يتحير كثير من المؤرخين في تسمية الفترات التاريخية التي تشهد تفرقًا في الأمة الإسلامية، ولذا فهم يلجئون عادة إلى تسمية الفترة بأبرز ما فيها من علماء ومجاهدين ومخلصين.. فعهد السلاجقة مثلاً معروف في التاريخ الإسلامي، وإن لم يكونوا يحكمون العالم الإسلامي كله، ولكنهم كانوا أفضل ما فيه، كذلك عهد الزنكيين والأيوبيين والمماليك، فهذه كلها فترات لم تشهد إلا وَحْدة محدودة بين بعض الأقطار، فلم يجد المؤرخون أفضل من تسميتها بأفضل ما فيها حتى وإن لم تكن التسمية شاملة لكل الدول المعاصرة آنذاك.
ولست أستبعد أبدًا أن تُعرف الفترة التي نعيش فيها الآن بفترة "حماس"، ويصبح المؤرخون لفترتنا يتجاهلون الكثير والكثير من الحكومات والأنظمة، ويعرِّفون فترتنا بأنها هي الفترة التي ظهرت فيها جماعة حماس، وحملت على عاتقها مهمَّة تحرير فلسطين من اليهود، بل لا أستبعد - إن استمرت الجماعة على نهجها وإخلاصها وعطائها وفكرها - أن تكون سببًا في توحيد المسلمين تحت راية واحدة بعد طول فُرقة وشتات.. وليس ذلك على الله بعزيز.

حماس .. وما أدراك ما حماس !!
قوم حملوا أرواحهم على أكفهم، وقاموا يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم..
قوم جعلوا مهمتهم الأولى أن يحرروا الأرض التي بارك الله فيها للعالمين.. قوم ألقوا الدنيا خلف ظهورهم، وعاشوا تحت قصف النيران، وحصار الأعداء والأصدقاء، ولو أرادوا لتركوا البلاد والعباد، ولعاشوا لأنفسهم، ولكثرت في أيديهم الأموال، ولكنها الجنة تملأ عليهم فكرهم وحياتهم.
قوم دفعوا من أرواح قادتهم وزعمائهم الذين لم يقبلوا أن يعيشوا في قصور وقلاع - كعامَّة الحكام العرب - بينما الشعب يعاني الألم والحصار..
قوم يحملون القرآن والسنة، ويقرءون التاريخ والواقع، ويفهمون معاني الجهاد والهدنة، وقوانين الحرب والسلام، وآليات القتال والتفاوض، ويعرفون كيف يأخذون بالأسباب مع كامل التوكل على الله.
هم بالجملة قوم يحملون بأمانة مهمة رفع رأس الأمة الإسلامية، وإعادة الكرامة المسلوبة، والشرف المفقود..
فجزاهم الله خيرًا كثيرًا!!
إنني والله أسعد بأني عشت في زمانهم، وكلما داخلني حزن أو ألم لما يحدث في بلاد العالم الإسلامي من جراح وأزمات، وخشيت على نفسي من إحباط مذموم، أو يأس مرفوض، أذهبُ إلى تاريخ حماس وواقعها، فأراجع بعض الصفحات، فأعود نشيطًا كما كنت، وسعيدًا من جديد، فأندفعُ إلى العمل والإنتاج بقوة أكبر، وحمية أعظم.
إن هذا يحدث دومًا عند قراءة قصص المجاهدين والمصلحين والعلماء..
إننا نأخذ دفعات كبرى جدًّا عند قراءه تاريخ الصحابة والتابعين، وعند تصفح حياة ألب أرسلان ونور الدين محمود وصلاح الدين وقطز، وعند مراجعة سيرة البخاري ومسلم والشافعي وابن حنبل والعز بن عبد السلام وابن تيمية.
وهذا يحدث أيضًا عند دراسة حياة أحمد ياسين والرنتيسي وأبو شنب وعقل ويحيى عياش، وكذلك هنية ومشعل والزهار وغيرهم وغيرهم من أبطال الأمة.


وليس معنى هذا الكلام أنهم قوم بلا أخطاء، أو أنهم معصومون كالأنبياء، فأنا أعلم أنهم يصيبون ويخطئون، ويختارون الأولى وخلاف الأولى، وينجحون ويفشلون، لكنهم في النهاية دُرَّة غالية في جبين الأمة الإسلامية.
ولكل ما سبق فإنني أحزن كثيرًا عندما أفتح كثيرًا صفحات الجرائد العربية، وعند مشاهدة الكثير من البرامج التلفزيونية الحكومية، فأجد حربًا ضروسًا على هذه الجماعة المباركة، وأرى هجومًا ضاريًا قد لا نجده في صحف اليهود ذاتها! ونرى كذلك شبهات وتشكيكات وادعاءات وافتراءات؛ فهذا يتهمهم بالولاء لإيران، وذاك ينعتهم بمحبي السلطة، وثالث يدَّعِي أنهم لا يقرءون الأحداث بعمق، وكأن الحكيم في هذا الزمن هو من رفع الراية البيضاء، وأعلن الاستسلام دون شروط!!
إن هذا يحزنني ولكن لا يدهشني!
إن كل زمان ومكان لن يخلو أبدًا من المنافقين!
والمنافقون هم قوم يحملون أسماءً إسلامية، ويعيشون في بلاد المسلمين، وقد يؤدون بعض الشعائر كالصلاة والصيام، ولكنهم يحملون في قلوبهم غلاًّ وضغينة على المسلمين أشد مما يحمله اليهود والنصارى والملحدون..
فالكفار قد أعلنوها صريحة أنهم يحاربون الإيمان والمؤمنين، أما هؤلاء المنافقون فأجبن من أن يعلنوا ذلك؛ لذا فهم يعيشون حياة التذبذب والحيرة والاضطراب، فيصلون وهم يكرهون المصلين، ويشهدون أنه لا إله إلا الله وهم يمقتون الموحِّدين، ويعيشون في بلاد المسلمين وهم يريدون لها السقوط في يد أعداء الدين.
ولذلك فإن هذه النفسيات المعقَّدة، والعقليات المنحرفة تكره أشد ما تكره صور المجاهدين والمخلصين، فتنطلق تنهش في أجسادهم دون رحمة ولا شفقة، وتتحيّن الفرص للكيد لهم والبطش بهم.
لقد كان هؤلاء المنافقون يعاصرون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أقنعتهم الآيات المحكمة، ولا الأدلة الباهرة، ورأوا كرام الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يتنافسون في فعل الخيرات فأكل الحقد قلوبهم، وانطلقوا يسخرون منهم ويلزمونهم، فإذا رأوا غنيًّا يجاهد بماله قالوا: هذا يرائي الناس، وإذا رأوا فقيرًا يأتي بالقليل الذي يملكه قالوا: وماذا يفعل هذا الشيء الحقير في دولة كبيرة، وجيش عظيم؟! فهم قد قرروا أن ينتقدوا كل أفعال المؤمنين مهما كانت جليلة، وسيبحثون عن كل مبرر منطقي يؤكد فِرْيتهم، ويثبت باطلهم.
ولقد ذكر الله عز وجل أمرهم هذا في كتابه الكريم عندما قال: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 79].
إنهم يسخرون الآن من الذين يجاهدون مع أن المجاهدين يمارسون شعيرة هي ذروة سنام الإسلام، ويسخرون من صواريخهم البدائية، مع أنهم بذلوا في صناعتها أقصى ما يستطيعون، وما دفعهم إلى استعمالها إلا أن العرب المحيطين يمنعون عنهم الصواريخ الحديثة والأسلحة المتطورة، بل وأحيانًا يمنعون الطعام والشراب!
إنني لا أخشى هؤلاء المنافقين لا من قريب ولا من بعيد، فإن الله قد وعد بذلهم وإهانتهم {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} [التوبة: 79]، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142].
إن المنافقين لا يرهبونني أبدًا، ولكن الذي أخشى منه فعلاً أن تستمع طائفة من المؤمنين إلى شبهاتهم ومنكراتهم، فيتأثروا بباطلهم، ومن ثَمَّ يتخاذلون عن نصرة المجاهدين، ويتقاعسون عن نجدتهم.. لقد قال الله تعالى مخاطبًا المؤمنين ومحذِّرًا لهم: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [التوبة: 47].
أي أن فيكم أيها المؤمنون من يستمع إلى المنافقين، بل ويُكثِر السماع، فنجد بعض المخلصين من أبناء الأمة يردِّدون هذه الشائعات المغرضة، ويتناقلونها فيما بينهم، وهذا فيه من الخطورة ما فيه، فالحذرَ الحذرَ أيها المسلمون، فإن وَحْدة صفِّنا من أهم عوامل نصرنا.
إننا قبل أن نشكِّك في جماعة كريمة كحماس، وفي أبطال مجاهدين كقادتهم وجنودهم، علينا أن ننظر إلى من يطعن فيهم من زعماء وإعلاميين، فنسألهم: وماذا فعلتم أنتم يا من تملكون الشعوب والطاقات، ويا من تسيطرون على مخازن السلاح والذخيرة، ويا من تهيمنون على وسائل الإعلام والسياسة؟! اذكرا لنا ماذا قدمتم للمسلمين قبل أن تسخروا من الذين يبذلون جهدهم ولو كان في أعينكم قليلاً؟!
أما أنتم يا حماس.. فهنيئًا لكم جهادكم وبذلكم وعطاءكم، وهنيئًا لكم فَهْمكم وعلمكم وعملكم، وأسأل الله لكم الإخلاص والثبات.
اللهم إني لا أملك أن أجازيهم، فجازهم أنت خير الجزاء!
اللهم ثبِّت أقدامهم، وسدِّد رميهم، وانصرهم على عدوِّهم!
اللهم آمين..
ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.
-----------
بقلم/ د. راغب السرجاني.. موقع قصة الإسلام