الثلاثاء، 5 يونيو 2007

بعد أربعين سنة من احتلالها..هل تلحق 'القدس' بالأندلس؟!1


بعد مرور أربعين سنة على احتلال مدينة "القدس" الشريف في حرب سنة 1967، والتي استولى جيش الاحتلال الصهيوني فيها على الضفة الغربية وقطاع غزة وما تبقى بعد النكبة من القدس، وأطلق عليها جيش الاحتلال شعاره الزائف"العاصمة الأبدية والموحدة" بعد احتلال الجزء الشرقي منها في الحرب، وضمها للجزء الغربي لتكون المدينة عاصمة لكيانهم الغاصب.

وقعت "القدس" على مدى العقود الأربعة الماضية فريسة للاحتلال الصهيوني الذي هوّد كل شيء فيها وغيّر معالمها وحولها إلى أندلس ثانية، ويواصل عزلها عن محيطها، ومنع الفلسطينيين وكل المسلمين من الوصول إليها.
وبذلك أصبحت "القدس" الشريف، حاضنة المسجد الأقصى المبارك، الخاسر الأكبر من هزيمة 67 خاصة بعد تخلي كل الأنظمة العربية عنها.
ويشير خليل تفكجي مدير قسم الخرائط في بيت الشرق وخبير الاستيطان إلى أن أبرز التحولات الديموجرافية لشرقي القدس المحتلة منذ عام 1967م، موضحا أن عدد اليهود فيها ارتفع من صفر إلى 182 ألف نسمة يسكنون في 15 مغتصبة، فيما كان في المدينة 70 ألف عربي عام 67 وصلوا الآن إلى 280 ألفا.
وقال في حديث لموقع قناة الجزيرة الفضائية إن الاحتلال يسيطر الآن على 86% من "القدس" الشرقية. موضحا أن عدد الوحدات السكنية لليهود فيها ارتفع من صفر عام 1967 إلى 59 ألفا الآن، إضافة إلى 20 ألفا في طريقها للبناء. مقابل 12 ألف وحدة سكنية للعرب عام 1967، و36 ألف وحدة الآن.
وفيما يتعلق بالمساحة المحتلة عام 1967، أوضح خبير الاستيطان أنها كانت 6.5 كلم2 تم توسيعها اليوم لتصبح 72 كم2، وبالتالي فإن مساحتها مع القدس الغربية 126 كلم2.
ولفت خليل إلى تغيير كبير في مظاهر المدينة العربية الإسلامية مع بدء الاحتلال الصهيوني عام 67 بهدم حارة الشرفة وحارة المغاربة بما فيها من آثار تاريخية وإسلامية وإقامة وحدات جديدة مكانها.
ويقول الخبير الفلسطيني أن الأخطر فيما يجري لمدينة القدس هو وجود مشروع يهدف إلى تطهير مدينة "القدس" من الوجود العربي والإسلامي.
وقال إن المحطة الأولى لهذا المشروع تبدأ عام 2008 بانتهاء فترة ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي منح الكيان الصهيوني الضوء الأخضر بتغيير الحقائق على الأرض التي تؤخذ بعين الاعتبار في المرحلة النهائية. وعليه بدأ الجانب الصهيوني رسم الخطوط العريضة لتهويد المدينة.
أضاف أن المحطة الثانية ستكون عام 2010 موعد إجراء الانتخابات الصهيونية الجديدة. إذ يخطط رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت للذهاب إلى هذه الانتخابات تحت شعار القدس عاصمة موحدة كما يسميها للكيان الصهيوني.
فيما المحطة الثالثة ستكون بتطبيق رؤية أولمرت كرئيس بلدية سابق لـ"القدس" وهي توسيع المدينة.
وذكر أن هذا التوسيع سيضم شرقا مغتصبة معاليه أدوميم، وبالاتجاه الشمال الغربي مغتصبة غفعات زئيف، وبالاتجاه الجنوبي مغتصبة عتصيون القريبة، ليصبح في النهاية الوجود العربي في المدينة 12% مقابل 88% لليهود، ليتبعه بالتالي تطهير عرقي كامل للبلدة القديمة وخارجها.

ويؤكد ناجح بكيرات مدير دائرة المخطوطات في المسجد الأقصى تلك الصورة القاتمة فيقول إن الفرق شاسع بين ما
كانت عليه "القدس" وما هي عليه الآن حيث ألحقت هزيمة عام 1967 الضرر بالقدس ومقدراتها في كل النواحي. أضاف أن الاحتلال غيّر صورة المدينة المقدسة بالمباني المرتفعة، وغيب سورها وغيّر شوارعها، وأحاطها بجدار عازل، بحيث تغيرت معالمها وباتت مهددة بالضياع.وحذر بكيرات من مصير مماثل ينتظر مدينة "القدس" كما حدث للأندلس تحت تهديد الطوق الاستيطاني الذي يحيط بها من كل النواحي.
وأوضح أن وتيرة التهويد تتسارع في الصحة والتعليم وكافة مناحي الحياة لجعلها عاصمة يهودية بحتة، مطالبا بخطة منهجية للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لمدينة "القدس" المحتلة.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في النهاية: هو هل يترك المسلمون "القدس" فريسة سهلة للعصابات الصهيونية تلتهمها على نار هادئة، تلهيههم المسكنات والخطب والمقالات؟
والسؤال الذي يبدو أكثر إلحاحا هو: كيف يحرر المسلمون "القدس" الآن؟

ليست هناك تعليقات: