الأربعاء، 19 سبتمبر 2007

رمضان شهر المقاومة والجهاد




إن رمضان يعتبر بحق شهر المقاومة والجهاد، بمختلف أنواعه ومراتبه بداية من جهاد النفس، ففي الصيام مغالبة الأهواء والطباع ، وترويض للنفس حتى يستقيم حالها على منهج الله ، وتنزل عند أحكامه ومبادئه حتي تصل إلى مرتبة التقوي التي هي الغاية من الصيام مصداقا لقوله تعالي "يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"


أيضا يعتبر رمضان شهر الجهاد العسكري الذي شهد انتصارات عديدة للمسلمين المجاهدين على أعدائهم سواء الغاصبين المحتلين لأراضي المسلمين مثل معارك حطين وعين جالوت والزلاقة والعاشر من رمضان وغيرها الكثير، أو بإزاحة الظالمين الذين يحولون بين وصول دعوة الإسلام إلى الشعوب مثل فتح مكة وفتوحات الأندلس وبلاد السند وشمال أفريقيا.


إن هناك ترابطاً وثيقاً بين الصيام والجهاد ، فالصوم مغالبة لشهوة الطعام والشراب والجهاد مغالبة لنزعة الحرص على الحياة، وإذا كان الجهاد من أجل الإنتصار على العدو فإن الصيام انتصار على النفس الأمارة بالسوء، ومعاني التضحية والفداء في الجهاد مستوحاة من الصيام فمن انتصر على نفسه سهل عليه الانتصار على عدوه .في هذا الشهر الكريم كانت الأمة الإسلامية على موعد مع النصر وما حدثت حوادث الإسلام الكبرى إلا في هذا الشهر الكريم، وذلك كله لأن الصيام مصدر قوة روحية تدفع الى العمل وبذل الجهد وليس إلى الكسل والاسترخاء, واعتقاد المؤمن أنه يؤدي عبادة فرضها الخالق مما يمده بالروح الفتى والعزم القوى؛ لذلك كانت أيام شهر رمضان أيام جهاد ونصر, وفوز نضالى, ففي مواسم هذا الشهر الكريم تحققت انتصارات اسلامية رائعة تبتدئ بمعركة بدر مرورا بمعارك كثيرة أشهرها فتح مكة والأندلس وحطين وعين جالوت ...



لذلك كان هذا الشهر يحفل على مدى العصور بكبريات الوقائع الحربية الحاسمة في تاريخ الاسلام.و من يتصفح كتب التاريخ، أو يقلب أوراقه تبرز أمامه صورة مشرقة لشهر عظيم، تلك هي الصورة المشرقة التي اتسمت بالعزة والكرامة والسؤدد والبسالة والانتصارات والفتوحات والتقوى والمغفرة . فالأمر لا يحتاج من الناظر إلى التدقيق والإمعان في كتب التاريخ حتى يصل إلى هذه الصورة المشرقة بل يكفيه التصفح السريع أو النظرة العاجلة ؛ ليدرك ما في هذا الشهر من الأحداث و البطولا ت التي نعلمها والتي لا نعلمها والتي تتسم بأنها أحداث عظيمة على قدر فضل شهر رمضان، فاذا قلنا ان رمضان شهر الجهاد فهو قول يحمل مصداقه التاريخي دون جدال .



ولكن رمضاننا هذه الأيام لا نصيب له مما فات لأن سلطان الاسلام لم يعد موجود . فهو يأتي والأمة تنزف في مواطن كثيرة، فهذا جرح فلسطين الغائر , وذاك جرح أفغانستان نازف، وجرح العراق موجع، وجرح آخر في كشمير، وغيره في جنوب الفلبين، يضاف إليهم ما في بورما والشيشان و..... وما يبرح أن ينزف جرح جديد حتى يلحق به جرح أخر، ففي رمضان كان غزو أفغانستان من قبل أمريكا ولما ظهرت بعض الأصوات لتقول لأمريكا بأن رمضان قادم ويجب أن نراعي حرمته فلا نغزو المسلمين ، قال بوش متبجحا إن الدولة الإسلامية كانت تخوض المعارك في شهر رمضان ــ وصدق وهو كذوب ـــ ثم يأتي بعده رمضان آخر ليشهد شلالا من الدماء في بلد آخر بلد الرافدين ، لتتكرر نفس المشاهد ولكن مع تغير الوجوه ، قتل وتدمير وتفتيت لأجساد الأطفال والنساء والشيوخ . ليرى فيها أنواع القنابل العنقودية و التفريغية والذكية والغبية والتقليدية وأسماء ما سمعنا بها من قبل .



إننا نفرح ونستبشر بقدوم شهر رمضان علينا، وقدومه علينا في ظل الأحداث العصيبة التي تعيشها أمتنا ينادينا بالجهاد في كل الميادين بدءا من جهاد النفس حتي جهاد العداء المحتلين والمعتدين علينا، حيث جهادهم فرض عين على المسلمين حتي تحرير أراضي المسلمين من أيمغتصب ظالم، حتي تعود إلى الأمة عزها ومجدها، فلا عز لهذه الأمة إلا بالإيمان والجهاد فما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا.


ليست هناك تعليقات: