الثلاثاء، 21 أبريل 2009

رحلة شهيد



من أشعار الشهيد عبد العزيز الرنتيسي.. ماذا دهاك؟!

الشعر عبارة عن حوار بين الشهيد ونفسه
-----------
ماذا دهاك يطيب عيشك في الحزن؟

تشري النعيم وتمتطي صهو الصعاب!

ماذا عليك إذا غدوت بلا وطن؟

ونعيت رغد العيش في ظل الشباب؟


يا هذه يهديك ربي فارجعي!

القدس تصرخ تستغيثك فاسمعي!

والجنب مني بات يجفو مضجعي!

فالموت خير من حياة الخنع!

ولذا فشدي همتي وتشجعي!


ها أنت ترسف في القيود بلا ثمن!

وغدًا تموت وتنتهي تحت التراب!

وبنوك واعجبًا ستتركهم لِمْن؟

والزوج تسلمها فتنهشها الذئاب!


القيدُ يُظهر دعوتي يومًا فاعي!

وإذا قُتلتُ ففي إلهي مصرعي!

والزوجُ والأبناءُ مُذ كانوا معي..

في حفظ ربي لا تُثيري مدمعي!

وعلى البلاء تصبري لا تجزعي!


إني أخاف عليك أن تُنفى غدًا

ويصير بيتك خاويًا يشكو الخراب!

وتهيم بحثًا عن خليلٍ مؤتمن

يبكي لحالِك أو يُشاطرك العذاب!


إن تصبري يا نفسُ حقًا تُرفعي

في جنةِ الرحمنِ خيرُ المرتعِ!

إنّ الحياةَ وإن تطُل يأتي النعي!

فإلى الزوالِ مآلُها لا تطمعي

إلا بنيل شهادةٍ فتُشفعي!


إني أراك نذرتَ نفسك للمحن!

وزهدتَ في دُنيا الثعالبِ والكلاب

وعشقتَ رملاً يحتويكَ بلا كفن

فرجوتُ ربي أن تكون على صواب!


أنا لن أبيت مُنكسًا للألمعِ

وعلى الزناد يظلُ دومًا إصبعي

ولئن كرهتِ البذلَ نفسي تُصفعي..

من كلِ خوارٍ ومختالٍ دعي!

وإذا بذلت الغالِ مجدًا تَصنعي!


إني أُعيذُكَ أن تذِلَ إلى وثن!

أو أن يعود السيفُ في غِمدِ الجراب

أو أن تقضي حياتك كما تُحب فلا ولن

أو ترضى حياة لا تُظللها الحراب!

إلى العلا .... بلا حساب
إلى العلا ..... بلا حســــــــــــاب

-------------------
رحمك الله يا شهيدنا
وإنا لله وإنا إليه راجعون!

ليست هناك تعليقات: