الاثنين، 2 فبراير 2009

جثمان الشهيد المهندس إسماعيل أبو شنب لا يزال سليمًا بعد 5 سنوات من دفنه



في السابع والعشرين من ديسمبر الماضي الذي بدأ فيه العدوان الصهيوني على غزة، تردد بين المواطنين في غزة حديث عن كرامة جديدة للشهيد القائد المهندس إسماعيل أبو شنب، الذي اغتالته طائرات الاحتلال الصهيوني في الحادي والعشرين من أغسطس عام 2003م، عندما تم دفن ابنه الشهيد حسن- الذي استشهد في أول أيام الحرب الصهيونية على قطاع غزة- في قبره.

وقالت أم حسن زوجة المهندس أبو شنب لموقع كتائب القسام: "عندما أردنا دفن ابني حسن والذي استشهد في بداية الحرب الصهيونية على غزة، لم يجدوا مكانًا لدفنه بمقبرة الشيخ رضوان وأرادوا أن يتوجهوا به للشمال لدفنه هناك، فرفضتُ وقلت لهم ادفنوه مع والده رحمه الله".

وأضافت: "لم يفتح الإخوة قبر المهندس أبا حسن بأكمله بل فتحوا نصفه، وعندما نزل أحد الشباب ليدفن حسن فوجئ بما رآه وأصابته رعشة؛ حيث إنه وجد جثمان الشهيد أبو حسن كما هو والكفن ما زال ناصع البياض ولم يطرأ عليه أي تغير من عوامل الزمن، فضلاً عن الدماء التي كانت على الكفن وكأنها خرجت في تلك اللحظة".

ولفتت أم حسن الانتباه إلى أن "الرايةَ التي لفَّت جسد المهندس إسماعيل يوم جنازته منذ 5 سنوات ما زالت حتى اليوم تُعطّرها رائحة المسك التي خرجت من الشهيد رحمه الله".
-----------

الشهيد إسماعيل أبو شنب: سِراج لا يطفئه الموت

عدلي صادق
صحيفة القدس العربي اللندنية 26/8/2003

كأنما كان، في حياته، وبقلبه المفعم إيماناً، وبعشقه للوطن، وبمحبته للناس، من أشد عباد الرحمن تعلقاً، بالصفات القرآنية، التي رسم الله بها، لعباده، صورة نبي الله إسماعيل. هو سراج منير، في ليلنا المُعتم. ندي الخلق، رفيع السلوك، في السياسة كما في معاملات الدار الدنيا. امتطى صهوة الجواد، في المعترك الصاخب والخطير، دون أن يعرف الفواصل الصغيرة بين الفصول. أوقف حياته، لحساب قضية، ترقى إلى مستوي العقيدة، وهي معيار الإختبار لمعادن الرجال. كان صادقاً وعميقاً، في توحده بجموع المقاومين، ولم يخذل أولئك المؤمنين، الذين بذلوا حياتهم، على طريق الله، الذي هو طريق الحرية لفلسطين وشعبها!

إسماعيل أبو شنب (أبو حسن) كان فارساً من طراز خاص. عاش أيامه، جسوراً حاضراً، أمام كل عين، وأسمع صوته لكل أذن. ذهب مع رؤية الحركة الإسلامية، لمعطيات الصراع، وتوصيفاته، وواجباته، وأكلافه، إلى النقطة القصوى، واقترب من رؤية الآخرين واجتهاداتهم، ليلامس منهم حبل الوريد. نأى بنفسه عن التُرّهات، وعن كل قول جُزافي، ليعبّر عن أعقد عوارض الصراع والسياسة، بلغة المهندس، وثقافته، وألمعيّته، وصفاء ذهنه. ولعل الرجل، في موقفه، وبحكم الطريق الذي اختار، كان مدركاً لحقيقة ركوبه، أعلى موجات المخاطرة بالحياة، لكي يحيا شعبه حراً، ولكي لا يُذبح هذا الشعب بالمجان، ولكي لا يكون المقاومون الشبان، الذين يطاردهم الاحتلال، بلا سند سياسي، وبلا صوت، وبلا تعليلات وشروحات، ترقي إلى مستوى تضحياتهم!

لم يكن القتلة، يستحقون أن يقتتل الفلسطينيون، على أرضية الاختلاف على أسلوب الرد على جرائمهم. أزهقوا أكثر من عشرين روحاً، بينما الإرادة الفلسطينية، تؤكد على طي صفحة الدم المسفوك. لكن فائض موتنا، ظل على حاله، فطفا على سطحه، أحد أولادنا المحزونين المتوجعين، ليحدث ما حدث في القدس، وعاد المحتلون يتكلمون باللغة الكاذبة التي تزعم، بأن ما حدث هو نقطة العودة إلى البداية، وهو الذي يفتح صفحة الدم من جديد. كأن لا شيء حدث قبله. وكأن موتنا لا قيمة له، لا يترك آثاراً في النفوس، ولا يصلح لأن يكون سبباً لأية نتيجة.

كأن الشهيد إسماعيل أبو شنب، قد تحسس مسبقاً، عواقب استحقاق ما بعد عملية القدس، في مرحلة ضياع المعايير، وانحراف اللغة، وطغيان الباطل وتجبره. وكأنه - رحمه الله - قد أحس بأن اللغة لم تعد كافية - وحدها - للإقناع، حتى وإن حملت معاني التأكيد على الالتزام بالهدنة، فتأهب لتلك اللحظة السوداء، التي كان فيها دمه الزكي، يكتب النداء: لا للاقتتال الفلسطيني.

سِراج فلسطيني منير، لن يطفئه الموت، ولا أنواء القوة الغاشمة، ولا أوهام الواهمين. أدى دوره، وإن اقتضى أن يكون دمه، شرطاً أو سبباً لبلاغة الرسالة وعمقها وصدقيتها. عاش مؤنساً وقريباً من الأوفياء والصادقين، ومات مع الشباب، ليمتزج دمه الطاهر، بدمائهم، في الوطن أو في سيارته.
رحم الله أبا حسن، شهيداً حياً في الضمائر، وسراجاً فلسطينياً منيراً...
--------------------


تبكي عليكَ ظهور الجِيادْ
" إلى إسماعيل أبو شنب"
د.أسامة الأحمد

" نحن أمّة الشهادتين: شهادةِ التوحيد، والشهادةِ في سبيل الله.
فلا عجب ،في أن يقتل إسماعيل أبوشنب، وأن تُرفع صحيفته إلى السماء.. معطَّرة حمراء " ..

رحلتَ سريعاً أميرَ الجهـادْ وخلّفتَ "غـزّةَ" ثكلى الفؤادْ
رحلتَ لتبكي عليكَ "حماسُ" .....و"فتح"،ويبكي رجالُ "الجهادْ"
وتبكيكَ حيفا.. وتبكيك يافا.......... وتبكي جِنينُ ،وقدسُ البـلادْ
وتبكي المنابرُ.. تبكي المحابرُ ........تبكي عليك ظهـورُ الجِيـادْ
وتبكي حروفي بدمعِ المـدادْ .........ويبكي لدمعي رضيعُ المِهـادْ!
ولكنْ فرِحْنـا لأنكَ طِرتَ........... إلى الخُلد تبغي الشهـادةَ زادْ
قضيتَ شـهيداً ،بإذن الإلهِ ...........تمـوتُ لتُرضيَ ربُّ العبـادْ
فأصبحتَ عِطراًوأصبحت فجراً .....وجمراً سيشعـلُ كلَّ الرّمـادْ
تلّقتْكَ حورٌ بصدرٍ طهـورٍ ..........ولحنٍ يُقال: تُرى هل يُعـادْ؟!
وأكبرُ مِن ذاكَ، قُربُ حبيبي ...........ورحمـةُ ربّكَ ،ربِّ العبـادْ
وأكبرُ مِن ذا وذاك ، رضاهُ ..........وهلْ بعد ذلك شيءٌ يُـرادْ ؟!


ليست هناك تعليقات: